معرفة

خاطرات في طريق الهجرة

الدكتور إبراهيم البيومي غانم، أستاذ العلوم السياسية، يكتب عن الهجرة النبوية تزامنًا مع بداية عام هجري جديد.

future خاطرات في طريق الهجرة (صورة تعبيرية)

بعد سنواتٍ طويلة قابلت صديقي القديم رجب شان ترك؛ رئيس جامعة ابن خلدون في إستانبول سابقًا، وعميد كلية الشريعة بجامعة حمد ـ الدوحة حاليًا. وقد التقينا في المسجد النبوي بالمدينة المنورة؛ أطهر بقاع الأرض طُرًا. وتذكرت قول ابن الملوِّح:   

 قد يجمع الله الشتيتين بعدما ... يظنان كل الظنِّ ألا تلاقيا

كنا قد تعارفنا في منتصف ثمانينيات القرن الماضي في قاعات البحث بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة، وفي الندوات الفكرية والثقافية بكلية الاقتصاد بجامعة القاهرة. ومن يومها اتصل الوداد بيننا، ولم تنقطع محاوراتنا، ومدارساتنا، ومذاكراتنا في مسائل الفقه وأصوله، والاجتماع والاقتصاد، والشريعة والقانون، والثقافة والسياسة والفنون والآداب. وفي كل مرة التقينا، تحصَّلتُ منه على ثروة معرفية لا تقدَّر بثمن. وفي كل مرة أطيل الاستماع إليه مع الاستمتاع بنطقه العربي القويم المشوب بعجمة خفيفة ولطيفة.

التقينا في المدينة المنورة- على منورها أفضل الصلاة وأزكى السلام- في مناسبة علمية دعانا إليها منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي. وبعد انتهاء أعمال المنتدى، توجهنا لأداء العمرة سويًا، وقد يسر الله لنا ما عزمنا عليه في المناسك وفي الذهاب وفي الإياب. ودعونا الله سرًا وعلانية لأهل غزة ومقاومتها الباسلة أن يثبت أقدامهم، ويسدد رميهم، ويفتح لهم فتحًا قريبًا وينصرهم على عدوهم نصرًا عزيزًا.

قبل أن نبدأ رحلتنا من المدينة إلى مكة لأداء العمرة- كان صاحبي قد لاحظ أنني أصلي حاسر الرأس- فقال لي بوداعة لا تخلو من نبرة تركية آمرة: علينا أن نغتنم فرصة وجودنا هنا في مدينة رسول الله، فنلتزم بكل تفاصيل السنة النبوية المشرفة وآدابها، وبخاصة في أداء الصلاة، وأخرج من جيبه طاقية وأعطاها لي وقال: لم يصل الرسول حاسر الرأس، وعلينا أن نقتدي به (وهذا مذهب الأحناف في المسألة عمومًا). التزمت بما قال، وزاد هو عمامة فوق طاقيته، فظهر وكأنه واحد من علماء السلف الصالح.

التقينا صديقًا مشتركًا هو الدكتور عبدالفتاح سعيد الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة حمد، قلت له: تعرف أنني لا أحب لقبَ دكتور لأسباب كثيرة ليس من وقت لأعيدها على مسامعك ولا على مسامع عبدالفتاح، ولنستخدم لقب مولانا، فما رأيكما؟ وافق هو وصديقنا بلا تردد، وأكد أنه أيضًا لا يحب لقب دكتور؛ رغم أنه حاصل على الدرجة التي يسمونها الدكتوراه من جامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية، مع إجادته الإنجليزية والعربية إجادة تامة؛ إلى جانب لغته التركية، وله مؤلفات معتبرة بهذه اللغات تدور حول ما يسميه التجديد المؤصل، وأغلبيتها لا تزال باللغتين الإنجليزية والتركية. وكذلك وافق صديقنا، أو مولانا عبدالفتاح، رغم أنه حاصل على تلك الدرجة من جامعة ساسكس بإنجلترا ويجيد الإنجليزية إجادة تامة، وله خبرة دولية لعشرات السنين في أعمال الإغاثة ومشروعاتها.  

كنا قد قضينا وقتًا لا يوصف جماله وجلاله في الروضة النبوية الشريفة، إذ جلسنا أمام الغرفة الشريفة حيث مثوى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وذلك بمكرمةٍ من أمير منطقة المدينة سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز؛ الذي أمر بالسماح لنا بالدخول إليها مع أصدقاء لنا من المغرب الأقصى، ومن تونس، وماليزيا، وتركيا، والسعودية، والأردن، وفلسطين، والعراق، التقيناهم في دار الهجرة.

ما إن تحركت السيارة بنا (أنا ومولانا التركي) قاصدين مكة المكرمة بعد أداء صلاة الفجر في المسجد النبوي؛ حتى بدأنا الحديث عن وجوب التحرر من مناهج البحث الوافدة، وتطهير عقول الأجيال الجديدة في بلادنا منها تطهيرًا، ولزوم إنجاز الاستقلال التام في هذا المجال، وألا نُبقي على أي أثر للتبعية المنهجية تحديدًا للمدارس الأجنبية. قال مولانا التركي بثقة: «نعم». ثم قال من دون مقدمات: هل قرأت متن العقائد النسفية؟! قلت: نظرت فيه قبل سنوات طويلة، ولم أتوفر على قراءته كاملًا، ولا على قراءة شرحه وليتني فعلت. وكم تمنيت أن أدرس شرح السعد التفتازاني عليه. ليت شعري وأين مني ليتٌ... إن ليتًا وإن لوًا عناءُ.

قال مولانا التركي: في مطلع متن العقائد يقول النسفي: «قال أهل الحق: حقائق الأشياء ثابتة، والعلم بها متحقق؛ خلافًا للسوفسطائية. وأسباب العلم للخلق ثلاثةٌ: الحواس السليمة، والخبر الصادق، والعقل».

واستطرد مولانا رجب يستظهر في خشوعٍ أذهلني وهو يكمل من المتن: «فالحواس خمسٌ: السمع، والبصر، والشم، واللمس، والذوق، وبكل حاسة منها يُوقف على ما وضعت له. والخبر الصادق على نوعين: أحدهما الخبر المتواتر، وهو الخبر الثابت على ألسنة قومٍ لا يتصور تواطؤهم على الكذب، وهو يوجِب العلم الضروري؛ كالعلم بالملوك الخالية في الأزمنة الماضية والبلدان النائية (لاحظ براعة النسفي في ضربه للأمثلة الشارحة). والنوع الثاني: خبر الرسول المؤيد بالمعجزة، وهو يوجِب العلم الاستدلالي، والعلم الثابت به يضاهي العلم الثابت بالضرورة في التيقن والثبات. وأما العقل فهو سببٌ للعلم أيضًا، وما ثبت منه بالبديهة فهو ضروري؛ كالعلم بأن كل شيء أعظم من جزئه، وما ثبت بالاستدلال فهو اكتسابي، والإلهام ليس من أسباب المعرفة بصحة الشيء عند أهل الحق و..».

استوقفته، فتوقف، وقلتُ له: يا مولانا ما ذكرته حتى الآن آى امتداد مجتمعات أمتنا ألف ولديكفي ويزيد باعتباره عدةً معرفيةً لمحو ضلالات المناهج الغربية التي غزت عقول النخب الجامعية في بلدان أمتنا منذ أكثر من مائة سنة. قال: نقول هذا بعد بضعة أسطر من متن العقائد؛ فماذا سنقول لو قرأنا شرح السَّعد؟ وماذا نقول لو قرأنا عشرات النصوص المنهجية الأصيلة وشروحها وحواشيها التي بذل قدماء علمائنا أنظارهم وأبصارهم في وضعها، وعليها وعلى أمثالها بُنيتْ صروح العلم في حضارتنا الإسلامية، ومنها تعلم الآخرون؟

قلت: لا نقول الآن شيئًا سوى: حسبنا الله ونعم الوكيل في وكلاء المدارس الغربية في مختلف العلوم؛ أولئك الذين ضللونا وضللوا أجيالًا متعاقبة من أبناء أمتنا، ولم يورثونا إلا علومًا اجتماعية وإنسانية وفلسفية تخيفُنا من أنفسنا، وتفقدُنا الثقة في حضارتنا وجدارتنا، وترسخ فينا الشعور بالنقص وعقدة الخواجة. ولو أعوزنا الدليل على ذلك- ولن يعوزنا- ففي الواقع من حولنا وعلى امتداد مجتمعات أمتنا ألف دليلٍ ودليل.

امتدت خواطرنا في مسألة وجوب تحرير المنهج وتشعب بنا الحديث فيها وتفرع حتى كادت سيارتنا تقطع نصف المسافة من المدينة إلى مكة.

وبعد استراحة قصيرة من عناء التعمق في مسألة تحرير المنهج، كانت الشمس تقترب من نقطة الزوال، وكانت درجة الحرارة تشارف الثلاثين خارج سيارتنا المكيفة؛ قلت للمولى التركي: سبحان الذي أفرغ الصبر على نبي الهدى- صلى الله عليه وسلم- وصحبه أبي بكر الصديق- رضي الله عنه- وهما يقطعان هذه المسافات الطويلة في هذه الفيافي والجبال الموحشة من أم القرى إلى يثرب مهاجريْن في سبيل الله، وها نحن نُحكم غلق نوافذ السيارة المكيفة خشية تسرب الهواء الساخن إلينا! مجرد هواء ساخن لا نطيقه، ونحن جلوس على مقاعد وثيرة، ومعنا ما نحتاجه من الماء والغذاء.

قال مولانا التركي: هجرة الرسول بصحبة الصديق أفقها واسع، وغورها عميق، وقد مشى فيها الرسول على سنة الأنبياء والصالحين من قبله في السفر، ومن ذلك: سفر موسى كليم الله وسيدنا يوشع عليهما السلام، وسفر موسى أيضًا مع العبد الصالح (الخضر)، ومن قبلهما سفر أبي الأنبياء إبراهيم، وسفر عيسى وأمه مريم- عليهما السلام. وفي كل هذه الأسفار المباركة دارت حوارات بين رفقاء الطريق، وفي تلك الحوارات عظات وعبر تؤكد أن ما يراه الإنسان في الوجود من حوله ليس كافيًا للحكم على الأشياء؛ لأن هناك مستويات أخرى من الوجود لا يقدر الإنسان على رؤيتها، وهناك قدرة الله تعالى وسننه التي لا تتبدل ولا تتغير وكثيرًا ما يتعذر على الإنسان معرفتها أو النزول عند أحكامها.

وها هو ذا أبو بكر- رضى الله- وقد استبدت به الخشية أن يقع أذى الكفار برسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهما في الغار، فيقول له المختار: «لا تحزن إن الله معنا»؛ أي لا تعتقد أن ما تراه بعينيك وتحسبه بعقلك هو كل ما هنالك، أو أن كفة القوة هي لجهة المشركين الذين يطاردوننا، بل عليك أن تتذكر وأن تذكر فوق ذلك وقبله وبعده: «أن الله معنا»، وأن حسابات القوة ليست مرئية فقط، ولا مادية وحسب. وهذا ما حدث بالفعل إذ أنزل الله سكينته عليه، وأيده وصاحبه بجنود من عنده، «وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم». فلا يصح أن يركن الإنسان فقط إلى الظواهر المادية التي تحيط به، وعليه أن يعلم أن هناك قدرة إلهية لا يراها، وأن الله بيده مقاليد التدبير والتقدير.

لاحت لنا في الأفق معالم اقترابنا من مكة المكرمة، وخطر لي- لا أعرف لماذا؟ ما حكاه لي يومًا ما أستاذنا الجليل طارق البشري- رحمة ربي تغشاه- وهو أستاذ صاحبي مولانا التركي كذلك- بخصوص رحلته الأولى لأداء العمرة بعد شفائه من أزمة قلبية كانت قد ألمت به، قال: لما انتهيتُ من أداء مناسك العمرة، كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل، فجلست في صحن الكعبة وقلت لنفسي: ما الذي جاء بي إلى هنا؟! ثم قال: لم أجد إجابة. وظللت أنقش على صفحة قلبي دعاءً إلى الله تعالى دون أن أحرك به لساني؛ لأنني لا أجيد استظهار الأدعية المحفوظة. ومكثت ما شاء الله لي أن أمكث وأنا ناظر إلى الكعبة في مهابتها وجلالها. ثم انصرفت للراحة قليلًا في غرفتي بالفندق قبل أن أعود لأداء صلة الفجر.

يستكمل: ولما خرجت من الحرم وقفت في الشارع وكان شبه خالٍ من السيارات في تلك الساعة، وسيطر عليَّ همُّ كيفية الوصول إلى الفندق الذي كان على مسافة لا أقدر على قطعها سيرًا على الأقدام، وبينما أفكر وأنظر يمنة ويسرة إذا بسيارة صغيرة الحجم من تلك السيارات المجهزة خصيصًا للمعاقين وأصحاب الحالات الخاصة، وكان يقودها شخص قزم لا يتجاوز طوله عشرات السنتيمترات.

وتابع: وهنا نظرت إلى داخل نفسي وقلت بلسان الصمت: هذه رسالة واضحة تقول لي من جاء بك إلى هنا، جاء بصاحب هذه السيارة إليك. وهذا معناه أنني يجب ألا أبني حساباتي فقط على ما أراه من حولي؛ إذ لو كان ما أراه بعيني هو كل ما هنالك إذن فلا سبيل لي للوصول إلى الفندق، أما وقد وصلت هذه السيارة بحالتها هذه، وبقائدها الذي أوقفها بمحاذاتي وسألني إلى أين تريد؟ فهذا فيه إجابة على سؤالي السابق وأنا جالس بجوار الكعبة: ما الذي أتى بي إلى هنا؟ وقلت: الله وحده هو الذي أتى بهذا الإنسان الجميل وبسيارته في هذا الوقت ليقطع في لحظة واحدة كل الهواجس والهموم التي كنت أشعر بها وقلت «الحمد لله». (وظل أستاذنا الجليل رحمه الله يختم كل كتاباته من يومها إلى يوم رحيله بهاتيه الكلمتين: الحمد لله).

بادرني مولانا التركي بعد أن انتهيت من تلك الخاطرة عن أستاذنا البشري قائلًا: هو نقشيٌّ؟ قلت: ماذا تقصد؟ قال لقد انتقل من حال الحكماء والفلاسفة في تلك اللحظة وصار مثل النقشبندية (طريقة صوفية مشهورة في بلاد الأناضول) الذين يبدؤون بالذكر على صفحة القلب، ولا يفكرون في الموجودات بحد ذاتها. قلت له ماذا تقصد أيضًا؟ قال: علمني شيخي الشيخ محمد أمين آر الميراني أن الطرق الموصلة إلى الله تعالى هي: 1ـ طريق الحكماء والفلاسفة والمفكرين؛ وهؤلاء يحاولون تتبع الأثر للوصول إلى المؤثر ولهذا فإن علمهم استدلالي، لا يختلف عن علم العوام. 2ـ وطريق الرسل والصديقين والأولياء، وهو طريق شهودي يبدأ من القلب: أي من إدراك المؤثر، ونفي أي شك في وجوده. وهم يحصرون الشك في أي شيء سواه. يبدؤون باليقينيات والمسلمات ويصلون إلى الموجودات وليس العكس كما يفعل الحكماء والفلاسفة والعوام.

قلت له: وما المشكلة في طريقة الاستدلال وكيف جمع فيها شيخُك الحكماء والفلاسفة مع العوام باعتبارهم جميعًا أصحاب طريقة واحدة؟ قال: قال لي شيخي محمد أمين آر الميراني «إن عقول العوام في عيونهم» أي إنهم من المستدلين بالموجودات وما تقع عليه أعينهم فقط، وهم في هذا مثلهم مثل الحكماء والفلاسفة الذين يبدؤون بالنظر إلى الأثر ويسعون للوصل إلى المؤثر. هناك تفكير من الأثر للوصول إلى المؤثر: تقول أنا موجود إذًا الله موجود؛ لأنني أثر من آثار قدرة الله الخالق. وهناك تفكير من المؤثر إلى الأثر: تقول الله موجود؛ إذًا الكون موجود بكل ما فيه. الشمس (مؤثر) والظل دليل على وجودها. الظل أثر يدل على المؤثر.

والمشكلة في طريقة الاستدلال أنك مهما استدللت على وجود الله، أو على وجود أي شيء خارج نفسك، فسيظل إيمانك بوجود نفسك أقوى من إيمانك بوجود تلك الأشياء خارج نفسك- أما إثبات وجود نفسك فلا يحتاج إلى دليل. قلت نعم. قال: ومعنى أنني لست بحاجة لدليل لأثبت أن نفسي موجودة هو أن الوجود الحقيقي هو الوجود الوجداني، أما الوجود الشهودي (الكون) فهو أثر يستدل به البعض على المؤثر وهو الله الخالق. وثمة قوم يبدؤون من أعماق وجدانهم الداخلي المستكن في أعماق نفوسهم وسويداء قلوبهم، وهؤلاء هم أهل الحقيقة. ومن هنا فإن طريقة الذكر بالنقش على صفحة القلب التي أخبرك بها أستاذنا البشري هي طريقة حق اليقين.

ولتقريب هذا المعنى البعيد تتابعت خواطرنا واستذكرنا الحال التي كنا عليها قبل ساعات في الروضة الشريفة. لقد كنا في حالة خشوع تام ونحن على بساط الروضة. ولو أننا استطعنا البقاء على تلك الحال لكنا في مقام حق اليقين. لأن اليقين له مراتب تبدأ أولاها بالسماع والقراءة، مثلًا، عن أن هناك مكان اسمه الروضة الشريفة (هذا علم استدلالي يستطيعه العوام والفلاسفة والحكماء). ثم عندما نذهب بالطائرة أو بالسيارة أو بالسفينة وننزل في المدينة المنورة ونرى الروضة الشريفة فعلًا فهذا عين اليقين، وهو علم شهودي تجريبي يستطيعه كل واحد أيضًا. ثم إذا دخلنا الروضة الشريفة ومكثنا وشعرنا بالراحة والشوق الأبدي، فهذا حق اليقين وهو علم وجداني لا يستطيعه كل واحد، ومن يستطيعه في مقامه بالروضة بعض الوقت، لا يستطيعه طول الوقت بعد خروجه منها. قال مولانا التركي: صحيح، قلت: صحيح.

وعند هذه النقطة اعتدل مولانا التركي في جلسته وقال لي: شيخي محمد أمين آر الميراني أجازني في جميع العلوم العقلية والنقلية، وأجازني الشيخ مصطفى الأعظمي الهندي في علم الحديث. قلت: ودكتوراه جامعة هارفارد؟ هزّ رأسه بإيماءة لم أتبين معناها، ثم قال: ألم نتفق يا مولانا؟! قلت بلي يا مولانا. وها هنا أدركنا أننا وصلنا إلى مشارف الحرم المكي، وبقيت خواطر كثيرة دارت بيننا بعد أداء مناسك العمرة، وقد يكون لها مقال آخر إن شاء الله.

# الهجرة النبوية # خواطر

أبو بكر لم يرافق النبي: أثر السياسة على الهجرة النبوية

معرفة